--------------------------------------------------------------------------------
لم يخف سيمون أسمر اعجابه بأداء هالة سرحان بعد غيابها عن الشاشة لأشهر. بل إنه أبدى إعجابه وتحديداً في أنها لم تخطئ ولو لمرة واحدة على الهواء خلال ساعتين من البث المباشر.
منذ التاسعة والنصف كانت هالة سرحان جاهزة وتنتظر انتهاء العد العكسي الذي كانت أصداؤه تتردد في فضاء المسرح بالدقائق وصولا الى الثواني.
حبس الجمهور أنفاسه.. كيف ستكون اطلالة هالة بعد غياب دام أشهر؟ وربما لم يكن جمهور الشاشة أقل احتفاء باطلالتها من الجمهور داخل الاستديو والذي صفق طويلاً احتفاء بهالة العائدة ببرنامج 5 نجوم، كل فقرة منه بامكانها ان تكون برنامجاً مستقلاً...
طبعاً لا يمكن تجاهل فكرة البرنامج الفريدة من نوعها، فهي تكشف ثقافة الضيف وعلاقته بما يحدث من حوله في العالم العربي.
وبالنظر إلى الحلقة الأولى كانت جرأة أحمد السقا ملفتة عندما اختار اسماً يطلقه على "قناة 5 نجوم" المفترضة.
إذ عبر بإختياره لإسم "قناة البني آدمين"... عن رفضه لواقعنا المادي المتوحش، ولم يخف تمنياته السياسية على شكل أخبار أذاعها في نشرة شاركته تقديمها هالة سرحان: "فاحتفل الشعب العراقي بالعام العاشر على رحيل الاحتلال الأميركي"، و "مطلب ملّح ينهي مأساة غزة والفلسطنيين باندماج حركتي حماس وفتح في حزب واحد، حزب "نحن الشعب"...
روى أحمد السقا نجم السينما و"شاغل بال الجمهور" بمجازفاته المثيرة، آخر فصل من تلك المجازافات، شارحاً بالتفصيل كيف أصيب بعينه وكاد يفقدها لولا اللطف الإلهي به. وفاجأ السقا الجمهور في الاستديو وخلف الشاشات بصوت عذب وغنى لينتزع التصفيق الحار... وكانت لفتة جميلة من أحمد كتحية للأجواء اللبنانية المحيطة بالعمل، إذ قدم "ميدلي" لأغنيات لبنانية ثلاث من أشهر أغنيات الثمانينات اللبنانية: "عازز عليّ النوم" لهادي هزيم، "ع خدّك حبة لولو" لمنعم فريحة، و "عطبق ألماس" للأمير الصغير...
كعادتها أطلّت هالة بأناقة شديدة: فستان أسود طويل بتوقيع Ferre، وعقد أزرق يبدو أنه من ضرورات دفع الحسد وشر الحاسدين بتوقيع "مارلي". وقالت سرحان رمزاً ما لم تقله واضحاً بنّص العبارة، فألمحت من دون افصاح بتمنيات بعالم خال من الظلم والقسوة والأحقاد والكذب، معلنة تقديم نجوم "5 نجوم" من مصر أم الدنيا وبيروت ستّ الدنيا، مدينة الأمل والبهجة والصمود...
فقرات البرنامج لطيفة لا تسبب مللاً للمشاهد وهي على تنوعها تسمح بكشف عمق تفكير الضيف وثقافته ومواقفه في الحياة، وسمح لنا هذا التنوع في القدرات ان نكتشف مهارات فائقة تختزنها هالة سرحان في تقديم برنامج على الهواء بهذه الدقة والتنوع والكثافة، بدت معها اكثر تألقاً وحيوية مما عهدناه في الغبار السحري الذي وزعته في فضاء النجوم بقميصها الاحمر في جينيريك البرنامج...
وبعد انتهاء الحلقة لبى النجم احمد السقا كل رغبات الجمهور الذي احاط به لاخذ الصور التذكارية والحصول على توقيعه برحابة صدر ومودة كبيرة...
أما فريق عمل هالة سرحان في القاهرة فقد علمنا انه حضر بكامله الفريق الانتاجي والاعدادي والتقني وعلى راسهم المخرج سامح عبدالعزيز والفريق حضر الى بيروت على حسابه الشخصي وبمبادرة منه ليشارك هالة حلقتها الاولى.. على شاشة روتانا موسيقى.
أصالة نصري كانت نجمة الحلقة الثانية والتي لم تقل إمتاعاً عن سابقتها إفتتحت الحلقة بغنائها نشيد طلع البدر علينا تماشياً مع أجواء الشهر الفضيل... تسمية أصالة للمحطة بـ "الما بين بين"، بررتها بحبها للتوازن في حياتها ... أصالة عكست ذوقها على برامج المحطة التي تديرها فالغت برنامج طلبات المستمعين أو إشترطت أن يتم تقديمه بشكل مختلف عن الإسلوب الدراج هذه الأيام ... وقلدت بإسلوب طريف مذيعات الصورة الخالية من أي ثقافة أو مهارة في التقديم...
وأمام عجزها عن الغاء مغنيات الإثارة عن الساحة واللواتي لقبتهن بال "مسليات" وهي الترجمة العربية لكلمة Entertainer الإنجليزية التي تطلق على الفنانين هناك .. رأت أن من الضرورة بمكان تدريبهن على الرقص وخلق كوريوغرافي معين يرافق ظهورهن على المسرح لتميزهن عن المطربات، وليكون لهن وصفاً يناسبهن لأن كلمة مغنية او إستعراضية لا تعبر بشكل كامل عنهن فهن يفتقرن للصوت ليكن مغنيات ويفتقرن للرقص المتقن ليكن إستعراضيات .